ما سأكتبه أقل كثيراً مما في نفسي وضميري وقلة حيلتي بسبب الروتين والقرارات العشوائية ولعدم كشف وإحراج وتقصير وقلة خبرة البعض.
ما سأكتبه نتاج عملي وخبرتي التراكمية التي استمرت لأكثر من 36 سنه في هذا الخصوص، ألا وهو مجال الأرصاد الجوية والكوارث التي تنجم عن سوء الأحوال الجوية وكيفية الحد من أثارها كما تعلمت من أساتذتي، فخبراتي المستمدة والمتعلمة والموروثة والمستقاة من أجيال كانت تضم أفضل نخبة وصفوة من خبراء علوم الأرصاد الجوية علي مستوي العالم، فعلاً علي مستوي العالم، الذين لم يستفد منهم ومن خبراتهم التراكمية الإيجابية في مجابهة صريحة وحقيقية، وليست صورية كما يحدث الآن، من الاعتماد فقط علي معسول الكلام وحلو اللسان في صورة تصاريح ومانشيتات مزيفة كاذبة تتصدر جميع وسائل الإعلام ، تخلو وتفتقد تماماً أي نوع من المصداقية أو الأسلوب العلمي المقنع لمجابهة أي كارثه طبيعية، مثلما حدث إعتباراً من مساء يوم الثلاثاء الموافق 24/04/2018 ، بداية سقوط الأمطار علي بعض محافظات ومدن مصر، والتي استمر هطولها حتي مساء أمس الأربعاء، والتي أدت بدورها إلي شلل تام في كافة الأنشطة اليومية وأثارت الخوف والذعر عند البعض وأدت إلي خسائر عديدة لكثيرين سواء علي المستوى الشخصي أو علي المستوي العام بالنسبه للدولة، مثل الشلل التام الذى أصاب كل الطرق.
هذا المشهد المأساوي المحبط والكارثة التي لا يشعر بها إلا مصابوها ومتضرروها تكررت بالفعل أمام عيني أكثر من 50 مرة بمعدل يتراوح من مره إلي مرتين سنوياً ، دون أن تحرك ساكنا أو مسؤولا بالدولة بسبب عدم تطبيق نظرية الثواب والعقاب وعلو كلمة الأنا لدى بعض المسؤولين الفشلة من فاقدي الخبرات، بسبب فقداننا للتنسيق الصحيح بين الجهات المعنية في كيفية مجابهة مثل هذه الكوارث والحد من أثارها المدمره علي المواطن وعلي اقتصاديات الدولة.
أراقب المشهد من أوله منذ عصر الثلاثاء الماضي وأرصد نغمة وشدة التصريحات التي أدلى بها المسؤولون، وما نشرته وسائل الإعلام علي لسانهم منذ بداية الأزمة، وأشاهد أثارها المأساوية وأسمع تصريحات المسؤولين معدومي الضمير والخبره والكفاءة من تقلدوا مواقعهم الوظيفية ومسؤولياتهم بدون أدني مجهود يذكر، ممن ليس لهم أي بصمة إيحابية علي مدار تاريخهم الوظيفي، أهل الثقه كما يطلق عليهم الآن وضحاياهم وضحايا تقصيرهم وغبائهم آلاف الآلاف دون رادع أو حساب .. المشهد المخجل للأسف يتكرر سنوياً كما لو كان فيلما أو مسرحية يقوم التلفزيون بإعادتها وفرضها علينا كما اعتاد في جميع المناسبات كل شهرين أو تلاته تقريبا حتي مللناه وزهقنا وقرفنا منه دون أدني إحساس منهم.
المشهد كئيب والواقع مرير وماهو قادم أسوأ ومزيد من الضحايا في انتظارنا، وخسائر فادحة لا يدفع ثمنها إلا المواطن البسيط طالما ظل هؤلاء البهوات الجهلاء أنصاف المتعلمين وفاقدي الخبرات الذين لم يحاسبوا ، لا في السراء ولا في الضراء ، معتادي الهبر والرشاوي مترأسين مواقعهم الوظيفية ومحتفظين بكراسيهم .
أرجو عدم الإستغراب لو قلت بأن هؤلاء الفشله الكسالى تنابلة السلطان سوف يستفدون بآلاف الجنيهات، الأسبوع القادم على الأكثر، جراء عقد عدة لجان أساسية ولجان فرعية ولجان منبثقة لدراسة كيفية مجابهة هذه الكوارث الطبيعية وكيفية الحد من آثارها الناجمة عن سوء الأحوال الجوية، وبالطبع خلال اللجان مشروبات ساخنة وباردة وجاتوهات وباتيهات وتصوير أوراق وسكرتيرة (حليوة متكلينه رايحه جايه) لنقل الورق وتصريحات ومانشيتات ورفع الأمر للسيد الوزير ومن السيد الوزير للمحافظين ومنهم للسيد رئيس مجلس الوزراء إلى أن يأتي فصل الخريف القادم في شهر سبتمبر ويظل الورق والتصريحات والمانشيتات واللقاءات التليفزيونية (علي ودنه)، علي رآي أستاذ الواقعية الفنان القدير توفيق الدقن أحلي من الشرف مفيش وعادت ريما لعادتها القديمة لجان وتصاريح ومانشيتات وصرح سيادته وكان في إستقبال سيادته كل من فلان وعلان وترتان ، وأحلي شيء يضحكني أنك تجدهم كلهم (مكرشين ولازم يكونوا ماسكين السبحة في إيدهم اليمين وبيسبوا ويزعقوا بايدهم الشمال وكل واحد فيهم لابسلي نضارة سودا مغطيه نص وشه الكئيب ومربي لي شنب عامل زي المخبرين بتوع زمان وواقف حوالين منه خمسه سته مبروزينه ميعرفوش من الألفاظ غير سيادتك وسعادتك ومعاليك كل واحد شايل لي جهاز لاسلكي) ويقولك قلة موارد والناس غرقانه والشوارع واقفة وقلة الضمير عايمه.
ياريت نحاسب المقصرين ونبتعد عن الوعود البراقة المعتاده وننحي المقصرين من المشهد تماما وأن نعمل بروح الفريق الواحد ونستعين بالله ثم بأهل الخبرة كفانا كفانا قرفا وكوارث الناس مش مستحمله يا خلق هو.
قبل أن أنسي ، أين يذهب مايتم تحصيله علي فاتورة المياه الشهرية ، ألا يتم تحصيل ما قيمته 30% من قيمة الفاتورة لصالح الصرف الصحي وهو بالمليارات سنوياً ؟